كيف تكون منتجاً ونافعاً

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ونشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن محمداً عبده ورسوله.. وبعد:-

لماذا التحدث حول هذا الموضوع؟

• إن السؤال عن كيف نجح الناجحون وتميز المنتجون و برز النافعون يجعلنا نهتم بمثل هذا الموضوع. وإلا فكفينا أن نقول لك: افعل كما فعلوا.
• أن الإنسان السويّ ليطمع أن يكون ناجحاً منتجاً نافعاً في كل أموره.

إن هذا الموضوع ليحدوك إلى ترك الركون والعجز والكسل ويدعوك إلى أن تعيش حياة السعداء الراضون بقضاء الله وقدره.

وإليك بعض المعالم في هذا الموضوع، اشد على يديك - أخي – أن تعرفها:

ابدأ بنفسك فتعلم إدارة ذاتك وتحويلها للأفضل بالنظر في مقومات وطاقات نفسك و نقدها ذاتياً.
فالله عز وجل يقول في كتابه : (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) فإذن التغيير لا يبدأ إلا بالذات أولاً.
ثم لاحظ أنه سبحانه لم يقل يغيروا أنفسهم وهذا سيتضح أكثر إن شاء الله في الخطوة الرابعة من بناء الثقة بالنفس.

ثق بنفسك (1) ولا تحتقرها ولا تحكم على الأعمال المستقبلية بأنها فاشلة وأنت لم تفكر فضلاً على أن تعمل- وهذا والله هو مصنع النجاح بإذن الله –.
وبهذه الصورة فإن الشخص سوف يتثاقل عن أمور و خيرات كثيرة، وإليك مثال واحد:
هو الخطابة والتحدث أمام الآخرين. فتأمل فيه.

(1) الثقة بالنفس لا تعني الغرور بالنفس وإظهارها فوق حقيقتها والتعالي على الآخرين وهذا ناتج عن الجهل بالنفس

تعلم من الرجل الناجح عطاء بن أبي رباح رحمه الله، هذا الرجل لم تبق صفةُ دميمةُ في الخلقة إلا فيه ومع ذلك فهو الشيخ والعالم في بلاده، وسيرته معروفة في الترجمات.

وهذا الكلام حول الثقة بالنفس لن يتأتّى إلا بالثقة بالله الحكيم القدير.

اعرف نفسك وتعلمها، فالجهل بالنفس يكوّن الحكم عليها خطأً، وأحياناً كثيرة يتأثر بانطباعات الناس وهم يقيسونك على مايرون منك.

عليك أن تتحدى نفسك في إنجاز ما تريد

و السؤال الذي يطرح نفسه: كيف أبني الثقة بنفسي؟
فنقول لك الجواب في خطوات أربع:

1- اعرف نفسك
وذلك عن طريق: معرفة مميزات نفسك وقدراتها
لا تحصر نفسك في مجال واحد
الصحبة الصالحة الصادقة

• احذر من تملّك شعارات .. لا أملك شيئاً .. للميدان فرسانه .. فعند تكاثرها ستصدقها، واحمل شعارات .. أحاول .. أفكر في الأمر. (2)

• دع الحواجز الوهمية كتصور المشكلات وافتراضها، فالمثل الصيني يقول: لا تعبر جسراً حتى تأتيه ، أما عند وقوعها ففكر كيف تتغلب عليها.

• صارح نفسك وقارن بين ما تعمله وبين طاقاتك

(2) أحيلك أخي إلى كتاب عجز الثقات لمحمد عقيل موسى ففيه فائدة جليلة.

وبعد ما مضى، عليك بالخطوة التالية:

2- طور نفسك

• المداومة والاستمرارية
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل)
يقول شيخ الإسلام رحمه الله:
من لي بمثل سيرك المدلل تمشي رويداً وتجيء الأول

• لا ترض بالدون فتعطي نفسك أقل من طاقتها فالله يطالبنا بـ (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته)

• لا تهمل بذور القوة، وتأمل كيف ظهرت التطورات في العالم .

• الممارسة
فطبيعة الإنسان الحذر من كل شيء لم يجربه، وبالممارسة يتغير الواقع. وتأمل حبو الطفل وكلامه.

• لا تنظر إلى الوراء وكن مستقبلي النظر دائماً

3- تخلص من العيوب

• اعترف بالعيوب
أعلى نقاط القوة = تخلصك من نقاط الضعف
وابن حزم ذكر في كتابه (مداواة النفوس) عشرة أمراض تخلص منها.



ثم ماذا بعد هذه الخطوات:

4- شد خيوطك (3)

فلا تجعل الشخصيات التي بداخلك كشخصية الطفل المرحة أو شخصية الرجل المهتمة مثلاً تتحكم فيك بل أجعلها خادماً لك. ولذلك قال الله عز وجل : (حتى يغيروا ما بأنفسهم)
وقال : ( وأصلح لي في ذريتي ) وليس أصلح لي ذريتي ، فبالصلاح الداخلي يَصلحوا ويُصلحوا غيرهم.

5- الإرادة الصلبة (4)

• تعريفها:
الإرادة الصلبة هي القوة الخفية في الإنسان التي تعني اشتياق النفس وميلها الشديد إلى فعل شيء ما.

• مكوناتها:
تتكون من الرغبة .. والحاجة .. والأمل
فالمريض محتاج و يرغب في الشفاء ويأمل فيه ولذلك كانت الإرادة

• شروطها :
- تحديد الهدف الأعلى القابل للتحقيق و تصوره
- الثقة بالنفس
(3) عنوان كتاب لـ لويس بروتو .
(4) يقول الدكتور عبد الكريم بكار في كتابه عصرنا والعيش في زمانه الصعب صـ 92
"ونحن نطئ كثيراً حين نقول: إننا لا نستطيع أن نفعل كذا و كذا، والصواب أن نقول: إننا لا نريد أن نفعل، لأن الإرادة الحقيقية، ليست متوفرة، فنغطي على غيابها بادعاء انعدام القدرة. وقد قال الله في المنافقين: ( ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدةً) فانعدام أي قدر من التأهب للجهاد دليل على أن إرادة الخروج له معدومة أصلاً."
• كيفية تقويتها: (5) سؤال مهم
قاعدة: التخلية قبل التحلية
أي تخلص من أمراض الإرادة ثم قوّي إرادتك.

أ‌- التخلية
تخلص من أمراض الإرادة :
1- فقد الاندفاع (الثلج) ، فالمثلجون أكثر الناس خيالاً
2- فرط الاندفاع بدون تفكير ودراسة
3- ضعف مستوى التدين وعدم فهم الدين على وجهه الصحيح وأنه يدعو إلى العمل
4- المجتمع ،أحياناً يكون مثبطاً، ولذلك كانت نصيحة العالم لقاتل الـ 100 أن يغادر مجتمعه
5- الفقر والمرض

ب‌- التحلية
قوّي إرادتك بما يلي:
1- الاقتناع بالمضي في هذا الأمر و إقناع من حولك
2- ثقف ذهنك ، فالعقل كالمظلة لا تستطيع أن تستفيد منها حتى تكون مفتوحة
3- التدرج
4- حبب إلى نفسك النظام "ضع لكل شيء مكاناً وضع كل شيء في مكانه"
5- الاستمرار
6- احرم نفسك شيئاً اعتدته.
7- استبدل العادة السيئة بالحسنة، كعادة التحدث بالشكوى استبدلها بالتحدث بالنعم
8- ابتكر وأبدع.
9- تعرف على الشخصيات الناجحة بالالتقاء أو القراءة.
10- غير بيئتك.
مثال على قوة الإرادة:
موقف الرسول أمام عمه أبا طالب ( والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أن أهلك دونه)

(5) للاستزادة راجع المصدر السابق صـ 188.

أمور تعين على الإنتاجية والفعالية

 تحديد الأهداف وتقسيمها كبرى ، صغرى ووظف الصغرى للكبرى
قدم سؤال: ماذا سأفعل؟ على سؤال: كيف أفعل ؟
 نظم وقتك
 علاقتك بالآخرين اكسب الأصدقاء وتعاون مع الغير في الأمور اليسيرة
 ساعد غيرك على النجاح
"إذا أردت أن تكون مهماً فكن مهتماً"
وقد فال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
 رجع الصدى وتقويم الأداء ( الصيانة)
 كن متفائلاً " من قبلنا زرعوا فأكلنا فنحن نزرع فيأكلون"
 علاقتك بربك .. بذكره والاستعانة به و التوكل عليه والاستجابة له ، وهذا هو حاكم النجاح فالنجاح الحقيقي نجاح الآخرة

حقائق لا تقبل الجدل

1- من لا يتقدم لا يبقى في موضعه
2- قوة الأفكار لا تجدي ملم تقترن بالتغيير
3- الإبداع هو التحرر من النمطية
4- الاستسلام للمألوف مصدر التكرار والجمود الفكري
5- المعرفة هي المحرك لعمل العقل

أخي..
هذه مفاتيح وما عليك إلا الولوج والخوض فيما وراء الأبواب، لعلك تنجح في الدنيا والآخرة.

عبدالرحمن الوجيه

احسنت استاذي العظيم
(لا اقصد بأحسنت تقيما لك فأنت استاذي قرة عيني)
بارك الله فيك من كل شر
حقيقة موضوع هادف قد يخرجنا لبر الامان مستقبليا
فكل شخص يطمح لأن يكون علما كأحد الاعلام التي برزت
او ناجحا في حياته ويضرب به المثل
ولكن لابد من طاقة معينة حتى تبذل شغلا ما
اتمنى للجميع وفي مقدمتهم الاستاذ الغالي عبد الرحمن الوجيه
التوفيق والسداد والنجاح في اموركم الدينية والدنيوية
اخوكم محمد هشام جبريل

تسلم يداك استاذي العزيز على الموضوع الرااااااااااااااااائع جداً

سلمت يداك ... أستاذي العظيم عبدالرحمن الوجية على تلك الكلمات البراقة التي لطالما احتجاها الإنسان خصوصاً في زمن مثل هذا الزمن... حيث تتكالب الهموم على الإنسان من كل حدبٍ فإن وجدت إنساناً لايتمتع بتلكم الصفات سلفاً جعلته فريسة سهلة لها...

كما أحب أن أحيي من هذا المنبر تلك الثانوية التي خرجتني بفضل الله ناجحاً في حياتي الجامعية وكانت وستظل قلعة عظيمة من قلاع العلم والمعرفة الحصينة ... بفضل الله وبفضل جميع الذين درسوني ...
ولا أدري هل تذكرنا يا استاذ عبدالرحمن أم لا ... لكن ذكراكم لها أطيب مكان في نفوسنا ...

نــادر ضوالنعيم حماد

بارك الله فيك يا أ / عبد الرحمن الوجيه ونفع الله أسامعين ووفقهم لما فيه الخير والصلاح والتقوى.



أخوكم المخلص (عاشق الجنان الطام في رضاء الرحمن)